الأحد، 10 أكتوبر 2010

مخبز البوصيلي حلم تحول إلى سراب

هذا الخبز الذي تم إنتاجه خصيصاً لزيارة المحافظ


منذ أكثر من عام تقريبا كان حلم سكان منطقة الساحل قد بدا لأن يصبح حقيقة في أن يكون لديهم مخبزا لإنتاج الخبز البلدي يلبي احتياجاتهم ويسد رمقهم ، ويحصلون على اشتراكاتهم من الخبز البلدي من مخبزهم دون الذهاب إلى مدينة رشيد أو قرية الحماد أو الشماسمة أو التزاحم في طوابير العيش في مدينة ادكو ، تم الانتهاء من صياغة الأوراق الخاصة به واعتمادها من رئيس الوحدة المحلية لمركز رشيد وإدارة التموين برشيد ومديرية التموين ومحافظ البحيرة وبالفعل بدأ تنفيذ المشروع بترميم المبنى القديم للوحدة المحلية للساحل لاتخاذه مكانا مناسبا لإقامة المشروع ، ثم تلا ذلك وصول الآلات والمعدات الخاصة بالمخبز وجاء الفنيون من كل حدب وصوب لتركيب هذه المعدات في مكانها المناسب ، وجيئ بالعمال من قرى الوحدة المحلية للساحل وبدأ تشغيل المخبز ، وتعالت صيحات المواطنين " الله أكبر ، الله أكبر " وهم يشاهدون إنتاج أول رغيف خبز من الفرن الاستراتيجي بمنطقة الساحل ، هدأت صياحاتهم رويدا رويدا وهم يتابعون خروج المولود هزيلا غير ناضج ، ولكن المشرفون على إدارة المخبز راحوا يهدأون من روع الناس وفزعهم بما رأوا ودللوا على ذلك بأن الماكينات لم تعمل بالكفاءة المطلوبة لأنها مازالت في طور الاستعداد ، مضت شهور عديدة والماكينات تعمل في طور الاستعداد ، والمواطنون يكظمون غيظهم والمشرفون على إدارة المخبز يكررون توسلاتهم ويطالبون المواطنون بالصبر والسلوان ، حتى إذا جاء محافظ البحيرة اللواء/ محمد سيد شعراوي ووكيل وزارة التموين بالبحيرة لافتتاح المخبز الاستراتيجي المكلف بإنتاج 30 ألف رغيف يومياً بما يخدم 3000 أسرة بقرى الوحدة المحلية للساحل في عام 2010 ، ولكن ليرضى سيادة المحافظ عن مجلس المدينة وإدارة التموين والمشرفون على إدارة المخبز قاموا اضطراريا بتغيير معدات المخبز التالفة بمعدات مخبز قرية الحماد التي تعمل بكفاءة 100 % ، كما قاموا بجلب عمالة ماهرة من مخبز إدفينا لإنتاج خبز بلدي أشبه بالخبز الأفرنجي ، وقام المواطنون بمداهنة المحافظ عندما أمسك رغيف عيش وسألهم عن مستوى إنتاج الخبز من المخبز الاستراتيجي الجديد ، فقالوا " كل يوم أحسن من كده " انتهت زيارة سيادة المحافظ للمخبز وذهبت خلفه ماكينات الحماد وعمالة إدفينا كل إلى موضعه وعادت الماكينات التالفة والعمالة السيئة إلى المخبز الاستراتيجي الذي ظل ينتج أردئ ألوان الخبز البلدي كسابق عهده ، خبز لا يعدو أن يكون علفا للماشية ، ثم سرى نبأ سرقة دقيق المخبز منذ شهور قليلة مسرى النار في الهشيم، وتباينت الردود والأفعال وراحت أصابع الاتهام تشير في كل اتجاه ، ولم يكن أمام مسئولوا الوحدة المحلية للساحل إلا بتأجيره إلى القطاع الخاص ، حتى يرتاحوا من أزماته ويلقوا بتبعاته إلى من يقدر عليه ، ولكن في ظل تشغيله تحت قيادة المستأجر مازال ينتج ذلك الخبز الرديء ، الذي تفوح منه رائحة الخميرة ، والذي لم تره النار قيد أنملة ، مما يمثل خروجا صارخا عن القانون وإهدارا للمال العام .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق