الأحد، 10 أكتوبر 2010

الوحدة المحلية للساحل بلا موظفين




من المسلم به أن مركز رشيد من المراكز النامية التي بدأت السير في طريق مراكز العالم الثاني المتقدم نوعاً ما ليحزوا حزوهم ويسير على نهجهم بخطى واثقة بدليل ما يحث على أرض مركز رشيد من إنجازات وتطورات ملموسة لرجل الشارع العادي ، ولم أشك أبدًاً أن هناك على أرض مركز رشيد وحدات محلية قروية من العالم المتقدم ووحدات قروية أخرى ما زالت تقبع في أغوار العالم النامي ، إلا أن رأيت بأم عيني الوحدة المحلية لقرية الساحل والتي تخدم أربع قرى رئيسية ( 4 عموديات ) هي كالتالي : الساحل و الجديدة و الكوم و سيدي عمر ، كل عمودية من هذه العموديات تضم من 5 ـ 7 قرى تابعة ، يبلغ إجمالي هذه القرى ما يقارب من 22 قرية وتابع ، يصل عدد سكانهم إلى 30 ألف مواطن تقريباً ، الجدير بالذكر أن عدد الموظفين في الوحدة المحلية للساحل الذين من المفترض أنهم هم من يقضون مصالح هذا العدد الهائل من المواطنين فقط 27 موظف لا يجتمعون كلهم تحت سقف واحد ، أعني أن حوالي 12 موظف في القائمة الرئيسية لفريق الموظفين المتواجد باستمرار في مقر الوحدة المحلية الذي يبلغ عدد أقسامه 6 أقسام تقريباً موزعة على 14 مكتب مفتوح لخدمة المواطنين ومخبز إستراتيجي يحتاج وحدة ما لا يقل عن 4 موظفين للإشراف على إنتاج الخبز ليل نهار ، بينما يذهب ما يقارب من 15 موظف إلى مدينة رشيد للوقوف على مداخل ومخارج المدينة بدلاً من شرطة المرور لتنظيم حركة السيارات ، بينما يلهث بعضهم خلف عربات الكارو لمنعها من المرور أمام مبنى الوحدة المحلية لمركز ومدينة رشيد أو السير على طريق كورنيش النيل ، بينما يجول بعضهم داخل أروقة المدينة للإشراف على عمال النظافة المكلفون بلعق تراب الكورنيش بألسنهم وكأن مدينة رشيد هي كورنيش النيل فقط .

والسؤال ذي يفرض نفسه في هذا الشأن : هل ما يحدث في الوحدة المحلية للساحل من إخراج الموظفين من مكاتبهم للعمل في مدينة رشيد ينطبق على باقي الوحدات المحلية القروية في إدفينا ومحلة الأمير ؟

أم أن ما يحدث هو مقتصر فقط على موظفي الوحدة المحلية للساحل بحجة أنهم موظفين من الدرجة الثالثة ؟

بالحسابات والأرقام والسجلات وعقد المقارنات تبين الآتي :

1 ـ أن عدد الموظفين في الوحدة المحلية لقرية إدفينا وكذلك محلة الأمير يبلغ 130 موظف كل على حدة ، بالمقارنة بعدد الموظفين في الوحدة المحلية للساحل البالغ عددهم 27 موظف يتبن أن هناك زيادة قدرها 103 موظف في كل وحدة محلية قروية عن الوحدة المحلية للساحل .

2 ـ أن عدد الموظفين الذين يخرجون من الوحدة المحلية لمحلة الأمير أو إدفينا للعمل في مدينة رشيد لا يتعدى عددهم 5 موظفين ، بينما يخرج نصف عدد موظفي الوحدة المحلية للساحل .

3 ـ أن عدد الموظفين المتبقيين في مكاتبهم في مقر الوحدة المحلية لمحلة الأمير أو إدفينا بعد إخراج مجموعة العمل في مدينة رشيد يصل عددهم إلى 125 موظف بزيادة قدرها 123 موظف عن الوحدة المحلية للساحل مما يؤكد عدم وجود وجه مقارنة بين عدد الموظفين هنا وهناك .

4 ـ أن عدد 125 موظف يخدمون 5 قرى بلا توابع في محلة الأمير ، وكذلك الحال في إدفينا ، والذي لن يختلف فيها الأمر كثيرا عن جارتها ، بينما نجد أن عدد 12 موظف فقط يخدمون 22 قرية وتابع في الوحدة المحلية للساحل ، ألا يدعوا ذلك للدهشة والاستهجان في نفس الوقت .

لماذا لا يتم ندب أو نقل عدد 30 موظف من الوحدة المحلية لادفينا و30 آخرين من الوحدة المحلية لمحلة الأمير للعمل في الوحدة المحلية للساحل لسد العجز الكبير هناك ، وليصبح عدد الموظفين بالساحل 87 موظفاً ، وليصبح العدد في أدفينا 100 موظف ونفس العدد في محلة الأمير ، بعدها يتم ندب العمالة المطلوبة للعمل في مدينة رشيد من كل وحدة محلية كلُ على قدر استطاعته المشاركة في مشروع تطوير مدينة رشيد ، بما لا يضر المصلحة العامة للمواطنين في القرى ، لأن تطوير مدينة رشيد إذا جاء على حساب قاطني القرى فهو تدمير غير مبرر وغير مقبول ، لذا نحن لا نطلب سوى المساواة بين الوحدة المحلية للساحل وبين الوحدات المحلية الأخرى ، لأن المساواة وإن كانت في الظلم عدل .

5 ـ أن جميع الوحدات المحلية القروية في مركز رشيد يتواجد في مقراتها باستمرار السيد رئيس الوحدة المحلية والسيد السكرتير بصفتهما الجهاز التنفيذي الذي تم وضعه لبحث شكاوى المواطنين واتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة والمناسبة لقضاء مطالب الجماهير ، ويقال أن باب مكتبيهما مفتوح على مصراعيه أمام المواطنين ليل نهار لحل مشكلاتهم قبل أن تتفاقم ، إلا أن أبواب مكتب السيد رئيس الوحدة المحلية للساحل والسيد السكرتير مغلقة باستمرار أمام وجوه المواطنين ليل نهار طوال الأسبوع ، لا لأنهما متكاسلان أو ما شابه ذلك أو تقليلا من شأنهما ، الشهادة لله أنهما من أكفأ المسئولين في مركز رشيد ، ولكن لأنهما يسبقون موظفيهم في الذهاب إلى مدينة رشيد للوقوف على مداخل ومخارج المدينة لمتابعة أعمال موظفيهم في الخارج لأنه ليست على رؤوسهم الريشة التي تزين رؤوس الجهاز التنفيذي في إدفينا ومحلة الأمير ، فأنا متفق مع من يقول " المركب الذي له رئيسان تغرق " ولكن من يتفق معي فيما أقوله " أن المركب الذي بلا رئيس تغرق " ، الحمل ثقيل جداً على مركب الساحل في ظل الظروف الراهنة ، والكل ينتظر الكارثة بفارغ الصبر .

فإلى متى يظل السيد رئيس الوحدة المحلية للساحل خارج مكتبه يؤدي أعمال غيره ، وغيره لا يؤدي عمله ؟.

وإلى متى تظل الأعداد الهائلة من شكاوى المواطنين وطلباتهم في أدراج موظفين تحت الطلب ؟ .

و متى يُسمح للسيد رئيس الوحدة المحلية للساحل وسكرتيره بفتح أبوابهم المغلقة في وجوه الجماهير ؟ .

ومتى يتساوى عدد الموظفين في الوحدة المحلية للساحل بنظيرتيها في إدفينا ومحلة الأمير ؟ .

ومتى تنظر الإدارة المحلية في المركز والمحافظة إلى الوحدة المحلية للساحل بعين الاعتبار والتقدير ؟ .

تساؤلات كثيرة طرحناها ننتظر لها الحلول ، وهناك تساؤلات أكثر وأكثر لم نتطرق إليها ربما تسبقنا إليها الإدارة المحلية في القريب العاجل !!! .

مخبز البوصيلي حلم تحول إلى سراب

هذا الخبز الذي تم إنتاجه خصيصاً لزيارة المحافظ


منذ أكثر من عام تقريبا كان حلم سكان منطقة الساحل قد بدا لأن يصبح حقيقة في أن يكون لديهم مخبزا لإنتاج الخبز البلدي يلبي احتياجاتهم ويسد رمقهم ، ويحصلون على اشتراكاتهم من الخبز البلدي من مخبزهم دون الذهاب إلى مدينة رشيد أو قرية الحماد أو الشماسمة أو التزاحم في طوابير العيش في مدينة ادكو ، تم الانتهاء من صياغة الأوراق الخاصة به واعتمادها من رئيس الوحدة المحلية لمركز رشيد وإدارة التموين برشيد ومديرية التموين ومحافظ البحيرة وبالفعل بدأ تنفيذ المشروع بترميم المبنى القديم للوحدة المحلية للساحل لاتخاذه مكانا مناسبا لإقامة المشروع ، ثم تلا ذلك وصول الآلات والمعدات الخاصة بالمخبز وجاء الفنيون من كل حدب وصوب لتركيب هذه المعدات في مكانها المناسب ، وجيئ بالعمال من قرى الوحدة المحلية للساحل وبدأ تشغيل المخبز ، وتعالت صيحات المواطنين " الله أكبر ، الله أكبر " وهم يشاهدون إنتاج أول رغيف خبز من الفرن الاستراتيجي بمنطقة الساحل ، هدأت صياحاتهم رويدا رويدا وهم يتابعون خروج المولود هزيلا غير ناضج ، ولكن المشرفون على إدارة المخبز راحوا يهدأون من روع الناس وفزعهم بما رأوا ودللوا على ذلك بأن الماكينات لم تعمل بالكفاءة المطلوبة لأنها مازالت في طور الاستعداد ، مضت شهور عديدة والماكينات تعمل في طور الاستعداد ، والمواطنون يكظمون غيظهم والمشرفون على إدارة المخبز يكررون توسلاتهم ويطالبون المواطنون بالصبر والسلوان ، حتى إذا جاء محافظ البحيرة اللواء/ محمد سيد شعراوي ووكيل وزارة التموين بالبحيرة لافتتاح المخبز الاستراتيجي المكلف بإنتاج 30 ألف رغيف يومياً بما يخدم 3000 أسرة بقرى الوحدة المحلية للساحل في عام 2010 ، ولكن ليرضى سيادة المحافظ عن مجلس المدينة وإدارة التموين والمشرفون على إدارة المخبز قاموا اضطراريا بتغيير معدات المخبز التالفة بمعدات مخبز قرية الحماد التي تعمل بكفاءة 100 % ، كما قاموا بجلب عمالة ماهرة من مخبز إدفينا لإنتاج خبز بلدي أشبه بالخبز الأفرنجي ، وقام المواطنون بمداهنة المحافظ عندما أمسك رغيف عيش وسألهم عن مستوى إنتاج الخبز من المخبز الاستراتيجي الجديد ، فقالوا " كل يوم أحسن من كده " انتهت زيارة سيادة المحافظ للمخبز وذهبت خلفه ماكينات الحماد وعمالة إدفينا كل إلى موضعه وعادت الماكينات التالفة والعمالة السيئة إلى المخبز الاستراتيجي الذي ظل ينتج أردئ ألوان الخبز البلدي كسابق عهده ، خبز لا يعدو أن يكون علفا للماشية ، ثم سرى نبأ سرقة دقيق المخبز منذ شهور قليلة مسرى النار في الهشيم، وتباينت الردود والأفعال وراحت أصابع الاتهام تشير في كل اتجاه ، ولم يكن أمام مسئولوا الوحدة المحلية للساحل إلا بتأجيره إلى القطاع الخاص ، حتى يرتاحوا من أزماته ويلقوا بتبعاته إلى من يقدر عليه ، ولكن في ظل تشغيله تحت قيادة المستأجر مازال ينتج ذلك الخبز الرديء ، الذي تفوح منه رائحة الخميرة ، والذي لم تره النار قيد أنملة ، مما يمثل خروجا صارخا عن القانون وإهدارا للمال العام .

الأحد، 11 يوليو 2010

10 ـ زبيدة البواب " غادة رشيد "

هي السيدة زبيدة بنت محمد البواب الميزوني التي تزوج منها الجنرال مينو قائد الحملة الفرنسية على مصر بعد أن أسلم و تسمى بعبد الله مينو.
بالرغم من قلة الإشارات التي تناولت قصة زبيدة أو غادة رشيد في كتب التاريخ, لكنها تظل واحدة من القصص المثيرة للفضول والاهتمام, كما أنها مازالت تثير مجموعة من علامات الاستفهام.. خاصة حول نهاية زبيدة وما أثير حولها من شائعات.. القصة نفسها لها بعد رومانسي جذاب.. قصة زواج حاكم فرنسي مينو من فتاة عربية مصرية والتي تبدأ أول خطوطها فور إعلان الجنرال جاك فرانسوا دي مينو حاكم رشيد وصديق نابليون بونابرت الشخصي عن رغبته في الزواج من مصرية.. وهو ما جعل أهل رشيد يسارعون في تزويج بناتهم من أبناء رشيد وخاصة عائلة الجارم التي تمني مينو مصاهرتها حسب ما ذكره الجبرتي في كتابه.
ولكن كيف اهتدي مينو إلي زبيدة محمد البواب.. وما دوافعه في الارتباط بها دون غيرها من بنات رشيد؟
هل كان لسطوة جمالها المبهر سلطة الحسم لدي الحاكم الفرنسي المفتون ببنات مصر كما يؤكد كثير من الرواة أم أن طمعه في ثروة أبيها التاجر الثري هي التي حسمت هذا القرار كما يشير آخرون؟ خاصة أن ما لا يعلمه الكثيرون ـ وعلي عكس ما جاء في رواية علي الجارم غادة رشيد ـ أنها لم تكن عذراء وإنما مطلقة من زوجها الأول سليم أغا نعمة الله الذي لا نعرف عنه الكثير ولا عن أسباب طلاقها أو الفترة التي انتظرت خلالها زواجا جديدا!!
ولأجل عيون زبيدة أعلن مينو إسلامه.. وغير اسمه إلي عبدالله وأتم زواجه منها بكل شروط أسرتها المسلمة.. وهو الزواج الذي تم قبل عام من الاحتفال بسبوع ابنه سليمان مراد في18 يناير1801 حسبما رواه الجبرتي.
زبيدة البواب.. وحرية المرأة!
لكن بعض من تناولوا قصة هذا الزواج التقطوا فيه جانبا جديدا باعتباره أول إشارة لتحرر المرأة المصرية ففي الجزء الثاني من كتابه تاريخ الفكر المصري الحديث.. يقول د. لويس عوض تزوج مينو بامرأة من رشيد وعاملها معاملة السيدات الفرنسيات, يمد إليها يده كلما هم بالدخول معها إلي غرفة الطعام, يتحري لها أوفق المجالس, ويقدم إليها أشهي الأطعمة, وإذا سقط منها منديل الطعام الموضوع علي فخذيها بادر بأخذه وإعادته إلي مكانه. ويشير د. عوض إلي كتاب كلوت بك عن الحملة الفرنسية كمرجع لهذه الحكاية ويشير إلي هذا الزواج باعتباره بداية تحرر المرأة وأن زبيدة لها الفضل في هذا التحرر.
وبغض النظر عن رأي د. عوض والذي وجه بمجموعة من الانتقادات والمعارضات فالثابت أن قصة هذا الزواج لم تشهد سوي أيام معدودة من السعادة بدأت بعدها رحلة.. الألم.. وانهيار الأحلام.
فقد تم حصار مينو في الإسكندرية, والأسطول الإنجليزي أجبر الفرنسيين علي الرحيل وهو ما جعل زبيدة تأخذ قرارا بالهروب بصحبة أخيها علي وطفلها سليمان مراد من رشيد حتي الرحمانية ومنها إلي القاهرة حيث أقامت في بيت الألفي في الأزبكية قبل أن تصعد إلي القلعة لتختبيء فيها. وبعد انتهاء المفاوضات بين قائد الأسطول الإنجليزي وقائد الحملة بالإنابة ديزيه رفضت زبيدة مغادرة مصر بغير زوجها.
لكن الكثير من المؤرخين شككوا في رفضها المغادرة وتمسكها بالبقاء في مصر.. ويضيف د. محمد فؤاد شكري في كتابه عبدالله جاك مينو وخروج الحملة من مصر.. أن زبيدة طلبت من قائد الأسطول الإنجليزي أن يسمح لها بالسفر للقاء زوجها في الإسكندرية, وأنها بالتالي قد أتاحت لمينو أن يعيد المفاوضات مع الإنجليز.. هذه المفاوضات التي تمت في المرة الأولي بدونه.
أفول قصة الحب
المرض ولاري ـ كبير جراحي الحملة ـ هما اللذان شاركا مينو وزوجته وطفلهما علي ظهر السفينة ديدون إلي ميناء طولون.. وبسبب اشتداد المرض قضي مينو فترة الحجر الصحي بسانت ماندرييه.
ولكن يبدو أن قصة الحب التي جمعت الزوجين بدأت في الأفول بعد وصولهما إلي فرنسا حيث أصبح مينو حاكما لإقليم فلورنسا.. يقول المؤلف: ومع أن مينو أحضر زوجته المصرية إلي تورين فقد تركها مع ولدها الصغير في شبه عزلة تامة بينما اتخذ لنفسه عشيقات عديدات من الراقصات والممثلات الجميلات, وسرعان ما تراكمت عليه الديون بسبب إسرافه وتبذيره, وعظمت الشكوي منه بسبب خروجه علي التقاليد واتخاذه من إحدي الراقصات جين جيراسين عشيقة ومحظية يعيش معها علانية ويدعوها لحضور الحفلات والمقابلات الرسمية وهو ما جعلها تتدخل تدريجيا في شئون الحكم وصارت هدفا يلجأ إليه كل أصحاب الحاجات لتتوسط لهم لدي مينو لقضائها.
بمقاييس الجمال السائدة لديهم كانت زبيدة البواب عادية الجمال وليست فاتنة وهو ما جعل مينو يعود إلي دينه ويرتد عن الإسلام.
ولم تذهب زبيدة أبدا إلي باريس فقد تركها مينو في مرسيليا ولم ينفق عليها, ولكن الذي تكفل بنفقاتها خادمها المصري سرور!!
بينما يذكر رفاعة رافع الطهطاوي في كتابه تخليص الإبريز في تلخيص باريز أن مينو عندما عاد إلي بلاده عاد إلي النصرانية, وأبدل العمامة بالبرنيطة, ومكث مع زوجته وهي علي دينها عدة أيام, فلما انجبت ابنها أراد أن يعمده علي عادة الغرب, يقصد الابن الثاني المولود في تورين رفضت وقالت لا أنصر ولدي أبدا. فقال لها زوجها إن كل الأديان حق, فلم ترض أبدا فقال لها إن القرآن ناطق بذلك وأنت مسلمة فعليك أن تصدقي كتاب نبيك, ثم أرسل لإحضار أعلم الإفرنج باللغة العربية البارون دساس الذي كان علي معرفة بالقرآن, وقال لها يقنعها سليه عن ذلك فأجابها البارون بالإشارة إلي قوله تعالي: إن الذين آمنوا والذين هادوا, والنصاري والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
فحجها بذلك فأذنت بمعمودية ولدها.. وانتهي الأمر علي ما قيل إنها تنصرت. أما الدكتورة ليلي عنان فتؤكد أن مينو قد أخذ من زبيدة ابنها وأوكل به إلي أسرة فرنسية لكي تحسن تربيته.
علي الجارم الأدب بعيد عن التاريخ
ويناقض الأديب علي الجارم في روايته غادة رشيد كل ما ذكرته كتب التاريخ, فلم يذكر لها ولدا, ونسج خيوط تلك العلاقة الغرامية بين زبيدة وابن عمها محمود وكيف أنها عادت بمساعدة خادمها سرور وعرفت أن محمود قد مات, فذهبت إلي قبره حيث وجدت زوجة محمود الإنجليزية لورا تبكيه, وجلستا تبكيانه معا, وعندما أشرق ضوء النهار وجد أهالي رشيد السيدتين وقد فارقتا الحياة وأقاموا لهما ما يسمي بقبر الشهيدتين, ورغم أن الأديب علي الجارم من أسرة عريقة في رشيد تمني مينو مصاهرتها إلا أنه لم يلتزم بالتاريخ الحقيقي لنهاية زبيدة.
ضاعت زبيدة.. فماذا بقي منها؟
رغم طول الفترة التي استغرقها البحث عن قبر هاتين السيدتين في رشيد لم نتمكن من العثور عليه, كما أن قائمة الآثار الطويلة في رشيد لم تتضمنه.. ونفي أهالي رشيد وجود أي جيل لاحق من سلالة زبيدة لكن منزلها مازال شامخا يطل علي فرع رشيد ورغم أعمال الترميم التي أسهمت في تجميله وجعلته شاهدا علي واحدة من قصص التاريخ التي يمتزج فيها الغرام بالسياسة والحلم بالعبث تماما كما هو تاريخ زبيدة نفسه خاصة أيامها الأخيرة التي تختلط فيها الشائعات بالوقائع.. هل احترفت البغاء فعلا تحت ضغط الحاجة والإهمال.. هل أدمنت الخمر.. وعاشت غريبة وضائعة في شوارع مارسيليا.. قبل أن تلقي حتفها في النهاية غريبة ووحيدة؟! لا توجد إجابة مؤكدة عن هذه الأسئلة.. فكل ما كتب عنها قليل.. والحلم الذي تنبأ به لها ودع المنجمين لم يترك لها الفرصة لتعرف مدي قسوة نهايتها الفاجعة وآلامها التي لا نعلم عنها شيئا.

9 ـ علي بك السلانكلي

كان محافظ رشيد على بك السلانكلى رجلا قويا، رفض الاستسلام وأصر على الدفاع عن المدينة ، فى هذا اليوم انتصر أهل رشيد على فرقة من الجيش الإنجليزى، الذى جاء لاحتلال مصر بقيادة الجنرال فريزر، ونجح بالفعل فى احتلال الإسكندرية بعد استسلام حاكمها، فأرسل فريزر قوة بقيادة الجنرال ويكوب لاحتلال رشيد واتخاذها قاعدة حربية يزحف منها إلى داخل البلاد. تحرك الجيش من الإسكندرية يوم 29 مارس باتجاه رشيد ووصلها فى اليوم التالى، وأخذ يتأهب لدخولها فى صبيحة يوم 31 مارس من عام 1807 م . وقام محافظ رشيد على بك السلانكلى بإبعاد مراكب التعدية الموجودة أمام الشاطئ حتى لايفر فيها الجنود إلى البر الشرقي ، وبذلك كان العدو من أمامهم والبحر من خلفهم، وضع السلانكلى الخطة التى تقوم على التلاحم بين الجنود وكان عددهم لايتجاوز سبعمائة جندى والأهالى، بناها على تراجع الحامية والأهالى إلى داخل المدينة، وعلى أن يعتصموا بالمنازل مستعدين للضرب، وألا يبدأوا بحركة إلا عندما تصدر الإشارة بإطلاق النار.
تقدم الإنجليز، ولما لم يجدوا أثرا للمقاومة خارج البلد، اعتقدوا أن حاميتها اعتزمت إخلاءها كما فعلت حامية الإسكندرية من قبل، فدخلوا شوارع المدينة مطمئنين، وكان السير فى الرمال من الإسكندرية إلى رشيد قد أعياهم، فانتشروا وهم آمنون فى الطرق والأسواق يستريحون فيها، وما كادوا يجلسون وهم مطمئنون حتى أصدر السلانكلى أمره بإطلاق النار، فأخذ جند الحامية والأهالى يطلقون النار من كل صوب حتى دب الرعب فى قلوب الجنود الإنجليز، فقتل قائدهم ويكوب وعدد كبير من ضباطه، وبلغت خسائر الإنجليز 170 قتيلا و250 جريحا و120 أسيرا، وارتد الباقون إلى الإسكندرية عن طريق أبى قير يجرون أذيال الخيبة والندم، وكانت هزيمة الإنجليز فى رشيد هى بداية النهاية لحملة فريزر فى مصر .
أدى هذا الانتصار لرفع الروح المعنوية للشعب المصرى، فعندما خرجت طائفة من الإنجليز إلى ناحية دمنهور، وكان حاكمها قد بلغه ماحصل فى رشيد، صادف الفارين، فقتل بعضهم وأخذ منهم أسرى، وأرسلوا بالبشارة إلى القاهرة، فضربت المدافع وعلقت الزينة ابتهاجا بالنصر الذى ملأ قلوب الناس فرحة وبهجة، وإعلانا للنصر. أرسل على بك السلانكلى حاكم رشيد الأسرى الإنجليز إلى القاهرة ومعهم رؤوس قتلاهم، فكان ذلك يوما مشهودا.
وبادر الشعب إلى التطوع والاستعداد للقتال، وخطب خطباء المساجد فى حث الناس على الجهاد، وأقام الناس الاستحكامات والخنادق شمال القاهرة لصد الإنجليز إذا جاءوا عن طريق شبرا ، كما توجه الكثيرون منهم لرشيد للمساعدة فى الدفاع عنها.
لقد كان انتصار رشيد بداية لانتصارات عديدة على الحملة، فقد هزم الإنجليز فى الحماد بالبحيرة، وتم حصار القوات الإنجليزية فى الإسكندرية، وعاد محمد على فور علمه ببناء الحملة من الصعيد حيث كان يحارب المماليك هناك، وتوجه إلى دمنهور حيث استسلم الإنجليز، ووافقوا على الجلاء عن الإسكندرية مقابل تسلم أسراهم وجرحاهم وتم الجلاء فى 19 سبتمبر 1807.

8 ـ الشيخ حسن كبريت


كان أول بطل في معركة رشيد سنة 1807 و هو نقيب الأشراف في رشيد و قد اتفق مع القائد الحاصين بها علي بك السلانكلي على إقتسام المقاومة الشعبية و كان على رأس وفد رشيد بعد النصر لعرض مظالم المواطنين على الأتراك بعد إنخذالهم في المعركة و تركهم النضال لأهل رشيد.

الجمعة، 9 يوليو 2010

6 ـ المهندس \ إبراهيم مالك مسئول كهرباء مركز ومدينة رشيد


المهندس \ إبراهيم مالك مسئول كهرباء مركز ومدينة رشيد : هو إبراهيم يوسف بركات مالك المولود في 8\3\1954 م بقرية الحماد بمركز رشيد . خريج المعهد الفني الصناعي بالإسكندرية ـ تخصص شبكات نقل وتوزيع الكهرباء . تم تعيينه في إدارة المشروعات بالوحدة المحلية لمركز ومدينة رشيد في الفترة من عام 1984 ـ 1999 م . ثم تم تعيينه مسئولاً للكهرباء ومشروعات التطوير بمركز رشيد . شارك في مجموعة من الدورات التدريبية في مجالات الكهرباء والمشروعات بدمنهور . رزقه الله بثلاثة أبناء وبنتان : 1 ـ أحمد دبلوم تجارة 2 ـ أيمن ليسانس حقوق 3 ـ عبد الوهاب بالمرحلة الإعدادية 4 ـ غادة في الثانوية العامة 5 ـ إيمان في المرحلة الابتدائية .
      • أهم إنجازاته :

1 ـ توصيل الكهرباء إلى عزبة القناديلي التابعة لبرج رشيد . 2 ـ تركيب أعمدة لإنارة مداخل القرى والمقابر من ناتج الإحلال والتجديد وتطوير المدينة لترشيد الإنفاق . 3 ـ الإشراف على إنارة الطريق الدولي الساحلي في رشيد. 4 ـ الإشراف وعمل المقايسات لتطوير كورنيش النيل ومدخل مدينة رشيد من الطريق الدولي إلى مدينة رشيد . 5 ـ المساهمة في عمل ترشيد إستهلاك الطاقة بمركز رشيد ليوفر في الشهر 390 ألف جنيه ، وبذلك يعتبر مركز رشيد المركز الأول على مستوى محافظة البحيرة في ترشيد الطاقة . 6 ـ حاصل على جائزة الموظف المثالي على مستوى محافظة البحيرة مرتين . 7 ـ الإشراف على إنارة شوارع ومداخل وطرق وقرى مركز ومدينة رشيد بإجمالي يصل إلى 10 ألاف كشاف . 8 ـ تغيير مسارات خطوط الهواء للضغط المتوسط المار فوق الكتل السكنية إلى كابلات أرضية في قرى برج رشيد والغابشة ومحلة الأمير والشماسمة والحماد الشرقي . 9 ـ تركيب خلايا ضوئية على جميع محولات مدينة رشيد بالإضافة إلى المدخل والطريق الدولي وطرق الربط بين القرى ومعظم محولات القرى وجاري استكمال جميع المحولات الأخرى لتكون الإضاءة ذاتية مع آخر ضوء للشمس والإطفاء مع أول ضوء لشمس النهار في جميع شوارع مركز ومدينة رشيد .