المشهد الثالث
انطلق إلى الأمام ، زاحمت كتفيه أكتاف العالقين بالشٌّباك ، دفعهم ودفعوه ، دفعهم وأمسك بقضبان الشٌّباك الحديدية ، لم يصدق نفسه ، وضع يده في جيبه ليخرج الجنيه فلم يجد شيئاً ، جن جنونه ، شتمهم في صمت ، مد يده الأخرى ليخرج الحافظة من جيبه الآخر فلم يجدها ، عض على أنامله في غيظ شديد ، احمرت عيناه وفارت كأنها التنور ، نظر خلفه ، ثار وعلا صوته : أتسرقون مرتبي أيها اللصوص ، أمسك بياقة أحدهم ، جذبه في عنف من عنقه حتى سال لعابه على يديه ، لم يستطع أن يتنصل منه ، وكزه في وجهه ، فأفاق ، بكى بحرقه ، أدار وجهه نحو الشٌّباك ، أعطاه البائع رغيفاً واحداً ، ضمه إلى صدره ، استدار ناحيتهم ، تكالبوا عليه ، سقط بينهم على الأرض مغشياً عليه ، راح يفكر في أولاده الصغار ، وزوجته الحمقاء ورئيسه في العمل ، نضح أحدهم الماء على وجهه ، أفاق ، نظر إلى قطعة الخبز التي جذبها من بين أظفارهم ، حملق في وجوههم الشاحبة ، ابتسم وأغمض جفنيه إلى الأبد
( شهيد على شٌّباك الحياة ) .
( شهيد على شٌّباك الحياة ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق